אל: بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء, ממשלת ישראל
لا لإقامة معسكرات تركيز في غزة!

نحن، مواطنو ومواطِنات دولة إسرائيل، نشعر بأن لم يعد بإمكاننا الوقوف مكتوفي الأيدي إزاء الإعلان عن خطة "المدينة الإنسانية" في غزة، وهي خطة لإقامة معسكر تركيز يهدف لتسريع الترانسفير والتطهير العرقي. تتعارض الخطة مع قيم الأساس في دولة إسرائيل ومع أبسط الأخلاقيات الإنسانية، ونحن نطالب بوقفها على الفور.
למה זה חשוב?
سيدي رئيس الوزراء،
بأيديك الصلاحية لاتخاذ قرار مختلف تمامًا عن قرار وزير الأمن بشأن "المدينة الإنسانية".
ألم يذكرك اسم الخطة، كونك ابنًا لمؤرخ، بمأساة الشعب اليهودي التي حدثت في ماضٍ ليس ببعيد؟
"مدينة إنسانية" هي تسمية أورفليانية تعني "معسكر تركيز".
سيادتك على وشك إصدار أمر بإقامة معسكر تركيز.
هل هذا ما تريد فعله حقًا؟
هل ما تريده هو أن يُذكر اسمك في التاريخ إلى جانب أسوأ قادة دول العالم وأكثرهم فسادًا؟
سيدي رئيس الوزراء،
كوني ابنة لناجين من الهولوكوست انكشفت على تجاربها وحيثياتها عن قرب، يمكنني أن أخبرك بالتفصيل عما يعنيه السجن والحياة في معسكرات التركيز.
عاش والداي جحيم الحرب العالمية الثانية والهولوكوست، ثم جاءا إلى البلاد لتكون لهم ملاذًا آمنًا وعلى أمل أن تكون مختلفة تمامًا، أخلاقيًا، عن البلد الذي دمّر حياتهما.
سيدي رئيس الوزراء،
صاغت الفيلسوفة حانا آرندت مصطلح "تفاهة الشر" أثناء تغطيتها لمحاكمة أدولف أيخمان. توقعت آرندت، مثل كثيرين، أن ترى أمامها في المحكمة قاتلًا ساديًا وحشيًا لكنها التقت، لدهشتها، برجل عادي، شاحب، "طبيعي". صاغت آرندت هذا المصطلح رغبةً منها بتفسير الفجوة الممتدّة بين صورة آيخمان الشاحبة "العادية" وبين الفظائع التي ارتكبها.
أطلب منك عدم اتخاذ خطوات لا-إنسانية تستدعي استخدام مصطلح "تفاهة الشر" مجددًا، هذه المرة ضدنا نحن، حكومة إسرائيل ومواطنيها.
منذ 7 أكتوبر وسكان قطاع غزة من المدنيين والأبرياء، وهم الأغلبية، يعيشون حياة لا تطاق: ترحال من مكانٍ إلى آخر، مدنٌ من الخيام، نقاط لتوزيع الغذاء، انهيار النظام الصحي، عشرات الآلاف من القتلى، ومئات الآلاف من الجرحى...
أرجوك ألا تزج بهم في "مدينةٍ إنسانية" هي العكس التام من اسمها الكاذب; سجنٌ مكتظٌ لا يصلح العيش فيه.
لا تشوهوا سمعتنا، نحن الإسرائيليين بعملٍ غير أخلاقي!
"لا بعد" هو واجبٌ أخلاقيٌّ لا يتطرق لنا فقط - بل لجميع البشر.